التاريخ : 2020-10-05
مدة القراءة : 2 دقائق
تؤيد الأحداث حكمة الأجداد حين حاولوا إقناعنا بأن معظم العسل مغشوش.
الإحصائيات تقول أن ما يقارب ثلث العسل في المتاجر عالمياً اليوم ليس بعسل أصلاً، بل هو شراب فركتوز مركز أو عسل مغشوش في أحسن الأحوال.
والمشكل عويصة جداً في العسل ومستمرة إلى درجة أن العسل يعتبر ثالث أكثر سلعة غشاً في العالم بعد الحليب وزيت الزيتون (زيت الزيتون موضوع ثاني يحتاج مقال منفصل).
بدأ غسيل العسل بشكل تجاري عالمي في السبعينات، حين بدأ هواة كيمياء بالتلاعب بشراب الفركتوز المركز لجعله أشبه بالعسل.
عندما تم اكتشاف هذه السوائل المركزة، بدأ مزوروا العسل بإضافة بعض العسل الحقيقي للمشروبات المركزة. واستمر هذا الغش إلى ٢٠١٣ حين رفعت الحكومة الأمريكية قضية بـ ١٨٠ مليون دولار (وتعتبر أكبر قضية في مجال الغش الغذائي) ضد شركتين لإنتاج العسل بسبب كذبهم في مصادر الإنتاج.
ولكن الغش لا زال مستمراً حيث كلما ظهرت اختبارات أحدث لكشف العسل المغشوش، وجد المزورون طرقاً جديدة للغش. واختبارات اكتشاف أصالة العسل أصبحت متطورة، ولكن الكثير من موزعي العسل لا يستخدمونها أصلاً ولذا لا يمكنهم التحقق بسهولة إن كانت مصادرهم تغشهم أم لا.
الكثير من العسل المغشوش يتم إنتاجه في الصين، ولكنه يمر على دول أخرى مثل فييتنام، تركيا، وأوكرانيا لتمريره كعسل أصلي.
وقد تكون أفضل طريقة هي شراء عسل حاصل على علامة جودة موثوقة (مثل True Source Honey في أمريكا أو غيرها) ولكن الحصول على هذه العلامات لا يزال اختيارياً.
لكن الضرر الأكبر هو على مربيي النحل، فالعسل المغشوش يباع بأسعار رخيصة لا تصل لتكلفة إنتاج العسل أصلاً، مما يتسبب بخروج العديد من مربيي النحل من السوق ويزيد مشكلة تزوير العسل عالمياً.