التاريخ : 2021-10-25
مدة القراءة : 2 دقائق
هناك قصص أسطورية عن مدراء طيبين: الذي يحارب لترقيات موظفيه، أو من يتنازل عن زيادة راتبه لرفع رواتب صغار الموظفين، أو من لا يسمح لموظفيه بالعمل لساعات متأخرة، أو من يستمع ويقدّر آراء الجميع.
والمشكلة في رأي إليزابيث جولينو هؤلاء مجرد نماذج نادرة لمدراء يعملون عكس اتجاه مصلحتهم.
تحدثت إليزابيث مع الاقتصادي ريتشارد وولف، والذي يرى أن الطبيعي للمدير هو ألّا يكون طيبًا.
وظيفة المدير هي أن يحصل على أعلى أداء، وأعلى جهد، مقابل دفع أقل مبلغٍ يبقي الموظف في مكانه. لذا فالطبيعي أن يحرص المدير على أن يقضي الموظف ساعاتٍ أطول في عمله.
قد لا يفعلها كلّ مدير، لكن إطار علاقة المدير والموظف في وضعها الحالي تؤسّس لهذا الصراع.
ويقول وولف أنه بعد عقود من العمل، لا زال الموظفون يعانون من دوامهم المرهق، وعملهم الذي لا يشبع طموحهم، مما يشير إلى أن المشكلة جذرية، وأكبر من مجرّد تعديلات بسيطة هنا أو هناك.
يرى وولف أن الحل يكمن في نظام إداري لا يوجد فيه مدراء يسمّى "تعاونية الموظفين" (Worker Cooperative).
أول شركة ظهرت تتبع هذا النظام كانت شركة تأمين في ١٧٥٢. في هذا النظام لا يوجد أي مدير، بل كلهم موظفون يتعاونون في متجر أو مصنع أو مكتب ويقررون ما يحدث في عملهم سويًا.
توجد ٣٠٠ "تعاونية موظفين" الآن في أمريكا، ما يعتبر نسبة قليلة، ولكن هناك نسب أكبر في إيطاليا مثلًا حيث واحد من كل ثلاثة موظفين يعمل في "تعاونية" لأن نظام التعاونيات مدعوم بتشريعات حكومية ظهرت في ١٩٨٥.
رغم أن فكرة الحياة بدون مدير تبدو جذابة، وكلنا قد مرّ بتجارب استفاد فيها من مديرٍ جيّد، أو عانى مع مديرٍ سيء،
ولكن في النهاية لا يمكننا إنكار قيمة القادة الأقوياء وأثرهم الإيجابي على بقاء وازدهار أماكن العمل. لذا قد يكون الحل الأكثر واقعية هو تفهّم أساس العلاقة بين المدير والموظف، والتعامل معها بواقعية الحلول الوسط.