التاريخ : 2022-03-08
مدة القراءة : 2 دقائق
الحديث عن أسعار المواد الاستهلاكية قد لا يكون أفضل مواضيع النقاش في الديوانية، ولكنها ارتفعت بشكل تاريخي أشبه بما حدث في أسهم ريديت. النيكل على سبيل المثال وصل لأعلى سعر مسجل له في التاريخ.
أسعار المواد الاستهلاكية ارتفعت بسبب المخاوف من أن حرب أوكرانيا ستتسبب في نقص في المواد الأساسية المهمة حول العالم.
والآن بسبب العقوبات الاقتصادية وإغلاق الموانئ، توقفت أوكرانيا وروسيا عن شحن منتجات يستخدمها العالم كله في قطاعات الغذاء، الطاقة، والتصنيع.
مع إشاعات مقاطعة النفط الروسي التي تم تداولها أمس، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا لسعر خيالي بلغ ٣٤٥ يورو لكل ميجاوات-ساعة. قد لا يعني هذا الرقم لك شيئًا، ولكن تخيل أن السعر لم يرتفع فوق الـ ٣٠ يورو حتى السنة الماضية، وكان ٢٠٠ يورو يوم الجمعة الماضية فقط!
وأسعار النفط مستمرة في الارتفاع، مما سيثقل كاهل الكثير حول العالم مع ارتفاع أسعار البنزين.
ارتفعت أسعار القمح بـ ٥٠٪ منذ بداية الحرب. يبدو أن هذا ما يحدث عندما يتوقف ثلث صادرات العالم من القمح (والتي كانت تصدرها روسيا وأوكرانيا).
أسعار القمح المرتفعة سيكون أثرها أكبر على الدول الفقيرة، مثل إندونيسيا، التي كانت تعتمد على أوكرانيا وروسيا.
ولكن ارتفاع أسعار القمح لا يرفع أسعار الغذاء فقط، بل قد يزعزع مجتمعات. عندما ارتفعت أسعار القمح إلى مثل هذه المستويات في ٢٠٠٨ حصلت مظاهرات في بعض الدول.
ارتفاع أسعار النيكل بـ ٦٧٪ يوم أمس يعتبر أحد أكبر ارتفاعات الأسعار في تاريخ المعادن. روسيا هي أكبر منتج للنيكل، وهو عنصر مهم في بطاريات السيارات الكهربائية، والحديد المسلح. والنيكل أصلًا كان عليه ضغط في الطلب قبل الأحداث.
المختصر: هناك صدمة كبيرة ضخمة حادثة في سلاسل الإنتاج الآن والتي بالكاد بدأت تتعافى مما حدث من نقص "كل شيء" أيام الجائحة. ولكن الفرق أن نقص الإمدادات الآن لا يرافقه نمو اقتصادي، مما يزيد من احتمالات الـ stagflation (تضخم مصحوب بركود اقتصادي) واحتمال حالات ركود في اقتصادات متعددة حول العالم.