التاريخ : 2022-04-24
مدة القراءة : 2 دقائق
يمكنك أن تلوم التجارة الإلكترونية على المساهمة في جزء من التضخم على الأقل، بسبب ظاهرة تغيّر الأسعار بسهولة.
الأسعار اليوم أشبه بأرقام التليفونات: لست مضطرًا لأن تتذكر أيًا منها. يمكنك ببحث سريع على جوجل أن تجد سعر أي شيء.
ولكن المشكلة أنه كلما قل انتباهنا للأسعار، صرنا أقل "حساسية" لارتفاعها.. وأصبح لدى الشركات مجالٌ أكبر لرفعها.
تاريخيًا، كان يصعب تغيير الأسعار، أو ما يسميه الاقتصاديون بظاهرة "تكاليف قائمة الطعام"، وبحسب هذا المبدأ، إذا أراد مطعم تغيير أسعاره فيجب عليه أن يعيد طباعة كافة قوائم الأسعار، بتكلفة ليست بسيطة.
فإن كانت قائمة الطعام QR Code فرفع الأسعار فيها هو مجرد تغيير رقم على صفحة إنترنت واحدة.
ولهذا تجد أن المواقع الإلكترونية دائمة التغيير لأسعارها.
وحتى المتاجر الحسية، أصبحت تستخدم شاشاتٍ يمكن تغيير محتوياتها بسرعة.
لم تعد هناك أسعار منطقية. فهذا مخبز يبيع رغيفًا بـ ٢٩ دولار في سان فرانسيسكو. وعلى العكس قد تجد من يبيع مجموعة كتب تاريخية قيّمة عبر الإنترنت بحفنة من الدولارات.
المختصر: معظم الأسعار سريعة التغيّر هذه الأيام. وحتى وقتٍ قريب كان هذا في مصلحة المستهلك لأنه كان يجبر البائعين للتنافس على تقديم السعر الأقل. ولكن الآن سرعة تغيّر الأسعار انقلبت ضدنا عندما تحاول الشركات المحافظة على (أو حتى زيادة) أرباحها في مواجهة عالم تتضخم فيه التكاليف على الجميع. والمشكلة أننا وصلنا لمناعة فأصبحنا لا ننبهر إذا وجدنا رحلة أوبر ارتفع سعرها.