التاريخ : 2022-08-09
مدة القراءة : 2 دقائق
قد تجد منتجًا في أحد المواقع المحلية بـ ٥٠ ريال، ولكن مع تكلفة توصيل ٣٠ ريال. والمنتج نفسه على أمازون بـ ٤٠ ريال مع توصيل مجاني. لكن التوصيل المجاني فقط لمشتركي برايم. لكن لنتكلم بواقعية: هل المنتج موجود في أحد محلات الحي؟
الهند تريد جمع الكل على منصة واحدة. مبادرة من الحكومة الهندية اسمها الشبكة المفتوح للتجارة الرقمية (ONDC أو Open Network for Digital Commerce) ستتوسع من خمسة مدن إلى ١٠٠ مدينة هذا الشهر. مساندو هذه الفكرة يقولون أنها ستمثل ثورة في التجارة الإلكترونية.
التسوق الإلكتروني في الهند محتكر من قبل شركتين: أمازون و فليب كارت (المملوكة لوول مارت). الشركتان يتحكمان في أكثر من ٦٠٪ من التجارة الإلكترونية في السوق الهندي، ويمكنهما عصر أي منافس جديد خارج السوق.
المبادرة الجديدة ONDC لن تنافس أمازون، ولكنها شبكة يمكن لأي منصة مثل أمازون أو أي متجر صغير المشاركة فيها، تهدف إلى جعل المنافسة عادلة للمنشآت الصغيرة في قطاعات التجزئة، السفر، توصيل الأغذية، وغيرها:
كيف يستفيد المشترون؟ سيتمكنون من شراء كل منتجاتهم على منصة واحدة (فيديو يشرح طريقة عمل المنصة). تخيل موقعًا واحدًا تجد فيه كل منتجات أمازون، نون، أوبر، وكريم في مكان واحد. وجود جميع المنافسين على منصة واحدة سيجبرهم على التنافس على الأسعار بشكل أكبر مما يفيد المستهلك. كما أن المنصة ستفصل الشحن عن المنتج، مما يسمح للمشترين باختيار شركة توصيلهم بأنفسهم.
كيف يستفيد البائعون؟ سيظهرون على شبكة ضخمة عمولتها منخفضة. العمولات محدودة بـ ٣٪ وهي عُشر العمولة التي عادةً يخسرها البائع عندما يعرض منتجه في أحد المواقع الإلكترونية الكبرى.
حتى أمازون وفليبكارت وجوجل في محادثات ليشاركوا في المنصة.
يعتقد الخبير ناندان نيليكاني أن هذه الشبكة ستعطي العالم لمحة لمستقبل تجارة إلكترونية مفتوحة وخالية من احتكار الشركات الكبرى، وستفتح المجال للتعاون المفيد للكل: الشركات والمجتمع. لو تم تطبيق مثل هذه المبادرة في أمريكا مثلًا، سيتمكن البائعون من الظهور أمام عددٍ أكبر من العملاء بدون الاضطرار لصرف ميزانيات ضخمة للتسويق على جوجل، ميتا، أو أمازون.
لكنها مبادرة لا يمكن تطبيقها إلا إذا آمن صانعو القرار بفائدتها ودعموا إنشاءها بقوة. هذا ما حدث في الهند ولكن قد يكون من الصعب أن ينطبق في أمريكا بتعقيد أنظمتها التشريعية.