التاريخ : 2023-08-14
مدة القراءة : 2 دقائق
إن كنت من هواة الليالي القمرا، أو معتادًا على رفع عينك للسماء في الليالي البيض لتأمل بهاء القمر المكتمل، من الوارد أنك لاحظت اختلاف حجم القمر حين اكتماله من شهر لآخر وشككت بمدى دقة ملاحظتك؛ لنضع القمر تحت المجهر ونحسم الأمر.
مدار القمر بيضاوي الشكل، ويستغرق القمر ٢٧.٣ يومًا ليدور حول الأرض، لكن زاوية وقوع الشمس عليه تؤثرعلى إدراكنا لدورته؛ مما يجعلها ٢٩.٥ يومًا، وبحكم الفرق بين هذه الأيام فإنه من النادر أن يكون القمر نهاية مداره -أقرب نقطة من الأرض- بنفس الوقت الذي يكون فيه مكتملًا؛ وعندما يحدث ذلك فإن القمر يسمى بالقمر العملاق ويكون أكبر من القمر المكتمل العادي بنسبة ٨٪ وأكثر إشعاعًا بنسبة ١٦٪. وهو حدث يتكرر ٤ مرات كل عام.
في التقويم الشمسي، حين يكتمل القمر مرتين في الشهر الواحد يطلق على القمر الثاني اسم "القمر الأزرق" لا علاقة للون القمر حينها بالأزرق ولكنها صيغة مبالغة تصف حدث فلكي لا يتكرر إلا كل عامين ونصف. والآن؛ في ٣٠-٣١ أغسطس سنشهد ثاني اكتمال للقمر، مما يجعله قمرًا أزرقًا، بإلاضافة إلى أن القمر سيكون في أقرب نقطة له من الأرض بشكل استثنائي، يعني قمرًا عملاقًا، مما يضعنا أمام ظاهرة فلكية نادرة لن تتكرر قبل عام ٢٠٣٢م. يمكنك استخدام الحاسبة القمرية من هنا لمعرفة التوقيت الدقيق لظهور القمر الأزرق العملاق في منطقتك.
حتى لو شعرت بأن كثرة الأحداث الفلكية "النادرة" كل عام تسلب الأمر دهشته، إلا أنه لا مبرر لتجاوز ذريعة ترقب حدوث معجزة وسط رتابة الحياة، ربما تلبية نداء محمود درويش: "لنحتفل بسوناتا القمر" هو كل ما يلزمنا للحفاظ على بريق الدهشة الأولى.