التاريخ : 2023-08-27
مدة القراءة : 2 دقائق
تجذرت مواقع التواصل في حياة إنسان اليوم فلم يعد له مهرب منها، لكن معظمها يواجه تحديات. يعاني تويتر -إكس حاليًا- من الفوضى تحت قيادة إيلون ماسك، لا تمتلك ثريدز ولا بلوسكاي شعبية كبيرة، وتركز تيكتوك وإنستقرام على مقاطع الفيديو، فيما تمتاز اللينكد إن بأنها المنصة التي تمتلك جمهورًا كبيرًا، تعتمد على النصوص ومقاطع الفيديو، كما أنها منضبطة. لذلك يتوجه إليها البعض لمشاركة أخباره الشخصية، مثل أنه رزق بطفل!
تغير سلوك المستخدم بعد أن كانت لينكد إن منصة مخصصة لعكس الجانب الاحترافي بالأشخاص، وبناء مسار مهني والتسويق الشخصي؛ هذا العام تبدل هذا كله. فلم تعد المنصة عبارة عن تجمع لأشخاص متحفظين لا يشاركون سوى ما يتعلق بكفاءتهم العملية حصرًا، بل غلب عليها الطابع الإنساني، والعلاقات الشخصية، وهكذا بدأت بالتحول من منصة مهنية، لبديل لوسائل التواصل الاجتماعي.
نظرة أعمق لعل الجانب الأهم في العمل الحضوري في المكتب هو بناء الروابط الاجتماعية، الكثير يكتسبون أصدقائهم الجدد -بعد الجامعة تحديدًا- في عملهم، فالأحاديث الجانبية والتجارب المشتركة والضحكات العشوائية ركائز أساسية لتحمل ساعات العمل؛ والآن مع انتشار الوظائف عن بعد فقد الموظفون هذه الميزة، فأصبحت علاقاتهم المهنية -مهنية حصرًا- دون أي دفء إضافي، وهكذا انتصرت الطبيعة البشرية ووجد الموظفون أنفسهم مدفوعين لمشاركة أخبارهم الشخصية مع مدرائهم وزملائهم في العمل.
الصورة الكبرى لم يكن التغيير وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمية، في البداية اعتاد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم جعلتهم الجائحة أكثر إلتزامًا بمشاركة تحديثات حياتهم الشخصية رقمياً، وأخيرًا الحاجة للتواصل البشري أي كان الوسيط بشريا أو رقمياً.