التاريخ : 2023-10-02
مدة القراءة : 2 دقائق
مرّ على محرك البحث جوجل ٢٥ عامًا، وهو حدث يحمل في طياته أهمية بالغة. أسألت لماذا؟ لأن مصدر الخبر الحالي الذي تقرأه الآن من جوجل، ولأن خدمة البريد الشهيرة “جيميل” من جوجل، ولأنه “عمو جوجل” بكل بساطة، المحامي الذي يجيب على أسئلتك، والمترجم الذي يترجم فكرتك، والطبيب الذي يشخص حالتك (وإن كان يموّت الشخص وهو حي)، لكن حقيقةً، تميزت مسيرة نمو الشركة بطريقة مدهشة، وكان ولا زال، له الأثر الكبير في نواحٍ عدة، فهل الأعوام القادمة ستكون على نفس وتيرة النجاح؟
كانت الفلسفة الأساسية لجوجل منذ بدايتها في عام ١٩٩٨ هي: شخص يستخدم محرك البحث للبحث عن معلومة ما. من هنا، انطلقت الشركة في إطلاق تطبيقات فرعية جديدة مثل تطبيق الخرائط، واستحوذت على منصة يوتيوب، واكتسبت منصات إعلانية لتحقيق أرباح من خلال عرض إعلاناتهم والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم عبر شبكة جوجل.
سيكون للذكاء الاصطناعي الإنتاجي تأثير ضخم في تحويل تجربة المستخدم مع جوجل وخدمات مشابهة، وإذا أراد العم جوجل الحفاظ على عرشه، فسيحتاج إلى أن يكون أكثر من مجرد "مُجيب" عن الاستفسارات -ولو كانت غريبة-.
تدعي الشركة أن ٧٠٪ من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي حققت نجاحًا كبيرًا هي عملاء خدمة (جوجل كلاود)، ويُعتقد أن عدد هذه الشركات الناشئة يتراوح حاليًا بين عشرة أو أقل منها، وفقًا لتقرير نشرته أكسيوس. قال الرئيس التنفيذي لجوجل وشركة ألفابيت: الذكاء الاصطناعي قد يكون أكبر حتى من الإنترنت نفسه، إذ يمثل إعادة توجيه أساسية لعالم التقنية. وبالفعل، سيمكن الذكاء الاصطناعي جوجل من التفكير في تطوير منتجات تساعد المجتمعات مثل الخدمات التعليمية الشخصية لتعليم الطلاب والطالبات بأي لغة.
يتوقع بعض المحللين أن تعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة البحث هو تحدٍ يمكن لجوجل أن تفقده، ومع ذلك، إن نجاح جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على المنتجات التي يستخدمها المستخدمون العاديون، بل يمكنها أيضًا أن تمكّن الشركات الأخرى من تشغيل التقنية الذكية في خدماتهم عن طريق استخدام منتجات جوجل السحابية. ويبقى السؤال، هل سنودّع عمو جوجل في الأعوام القادمة بسبب الابن العاق، الذكاء الاصطناعي؟