التاريخ : 2023-11-01
مدة القراءة : 2 دقائق
هل شعرت بأن العنوان من الماضي؟ بالضبط هذا هو لب المقال، كيف تحول الكورنفليكس محبوب الجماهير ومطلوب الأطفال الأول ومحور مشاهد الإفطار في الأفلام لذكرى بعيدة من الماضي؟
الوجبة التي نالت كفايتها من الصخب: بداية بحكمة الأجداد "افطر فطور ملوك" مرورًا بتشديد أخصائي التغذية على أهميتها وإنتهاء بمحاولة مناصري الصيام المتقطع استبعادها من القائمة. يبدو وكأن للجميع رأيًا يجب قوله تجاه هذه الوجبة المسكينة، لكن غالبيتنا ينتهي بهم المطاف بكوب قهوة أثناء ركضهم للوفاء بنصيبهم من عجلة التنمية.
بغض النظر عن تغير الواقع والمجتمع، يبقى الثابت الوحيد في حياة الحداثة هو أن الإنسان في النهاية "بيفطر وهو واقف" والشركات تعي هذا جيدًا، في السابق شاع الكورنفليكس بسبب سرعة وسهولة تناوله، لا تحتاج إلا لبعض الحليب وأن تتوقف قليلًا لتناول وجبتك، لكن الحياة السريعة تسارعت منذ ذلك الحين، ولم يعد الإنسان يمتلك ترف أن "يهجد وياكل" ومن هنا بدأ مجد الساندويتشات. لذا تقتتل الشركات لإنتزاع حصتها من هذا السوق المضمون، سوق الإفطار، فالجميع يراهن على أن الفرد سيأكل في النهاية، والجميع يعلم بأنه لا يمتلك الوقت صباحًا لإعداد طعامه، وهو افتراض يحترم، فحين بدأ الناس بتجنب تناول الطعام في الخارج، تضررت جميع المبيعات بإستثناء مبيعات الإفطار.
في العام الماضي كانت مبيعات الساندويتشات في أمريكا تقدر بـ ١.٥ مليار دولارًا ،وبشكل ملفت ارتفعت هذا العام لتصل لـ ٢.٤ مليار حتى سبتمبر فقط.
عاداتنا الغذائية لا تعدو عن كونها إنعكاسا للواقع الاقتصادي، فحين أطلقت ماكدونالدز "إيج ماك مافن" وهي بمثابة مؤسسة ساندوتشات الإفطار، كانت مدفوعة برغبة تغذية الأمريكيين العالقين في المكاتب.