التاريخ : 2023-11-02
مدة القراءة : 2 دقائق
شاعت مؤخرا في أمريكا ظاهرة تعليم الأطفال في المنازل بدلا من ذهابهم للمدارس، وحسب بعض البيانات ارتفعت نسبة المتعلمين في المنزل ب ٥١٪ مقارنة بما كان عليه الرقم قبل خمس سنوات، في المقابل انخفض عدد طلاب التعليم التقليدي ب ٤٪. ويقدر عددهم ما بين ١.٩ إلى ٢.٧ مليون طفل.
تختلف الأسباب حسب المكان والحالة، لكن هناك اسباب أو مخاوف مشتركة لدى هؤلاء الآباء من التعليم التقليدي ومنها؛ فشل المدارس في تلبية احتياجات أطفالهم الخاصة، التنمر، عدم تطابق المناهج مع قيمهم الخاصة. ومن جانب آخر توفر بعض الولايات دعما ماديا للتعليم المنزلي.
يلجأ هؤلاء الأهالي لمنصات مثل OutSchool، والتي بالمناسبة حصلت على استثمارات بقيمة ٢٥٥ مليون دولار لاختيار مناهج تُشرح من قبل مختصين تتناسب مع رغباتهم، و Prenda التي تصف نفسها ب " اير بي ان بي التعليم" وفكرتها ابتكار فصول افتراضية يتعلم فيها من ٥ إلى ٢٥ طالب مع بعضهم البعض.
في حال مقارنة طريقتي الدراسة من الجانب التعليمي فقط من الممكن تتفوق طرق الدراسة الحديثة في القيمة التعليمية، لكن في الواقع المدارس ليست محصورة في التعليم الأكاديمي فقط، ف خلال السنوات التي يقضيها الطفل في المدرسة يتشكل جزء كبير من أفكاره، ويبني خلالها شخصيته الاجتماعية والتي تؤثر عليه طيلة عمره، ومن الصعب أن تقوم طرق التعليم الحديثة بتحقيق نفس الأثر.
يجب أن نطرح هذا السؤال هل يتناسب نموذج التعليم الحالي مع الواقع المتغير ومتطلباته؟ كل شيء يتغير بسرعة وطريقة التعليم التقليدية التي يقضي فيها الطفل ١٢ سنة من حياته داخل الأسوار، يبدو انها لن تصمد على المدى الطويل. وهذه الظواهر الجديدة حتى وإن بدت قليلة وفي مناطق بعيدة، يبقى ظهورها إشارة الى تغيير أعمق سيتضح في المستقبل.