التاريخ : 2023-11-28
مدة القراءة : 2 دقائق
عند ولادة طفل جديد تحصل الأم على إجازة تصل لعشر أسابيع، بينما يحصل الأب على ثلاث أيام فقط، والسؤال هنا هل تُعد هذه الإجازة كافيةً بالنسبة للآباء لتشعل غرائز الأبوة؟
اعتاد المجتمع وحتى الشركات والمؤسسات على حصر مهمة رعاية الأطفال حديثي الولادة أو بالأصح استيعاب أهميتها لدى الأمهات فقط، ولكن أظهرت الدراسات أن قضاء الآباء الوقت الكافي مع أطفالهم في أيامهم الأولى يمهد لبناء العقل الأبوي. تنطلق هذه الفكرة من مفهوم أن الآباء يُصنعون ولا يولدون، أي بمعنى أن الأحداث والتجارب التي تعيشها هي من تجعلك أب وليست هبة فطرية.
يبدو بأن عجلة الرأسمالية تتعامى عن كون الإنسان كائن اجتماعي، وحتى الآن يُنظر لمطالبات إجازة الأبوة كنضال جانبي فارغ و "مب وقته" ولا تؤخذ على محمل الجد كبقية القضايا الاقتصادية مثل الرعاية الصحية أو التعليم.
مع غياب الآباء عن المشهد بسبب حرمانهم من الإجازات المدفوعة، لا يجد الأب الوقت الكافي للتواصل مع طفلة وتطور كيمياء دماغه، ويتلقف الإجهاد الزوجة بسبب كثرة المسؤوليات وقلة الوقت المتاح لها للتعافي، وبين هذا وذاك يجد الرضيع نفسه مرميًا في العالم الوحشي على وجهه.
القضايا الأسرية هي قضايا اقتصادية بالمقام الأول، فحين ضربت الجائحة المجتمع وجد الاقتصاد نفسه ملزمًا بدفع رواتب المصابين كاملة لحين تعافيهم، وتقديم إجازات بالأسابيع للمخالطين. من الممكن تطبيق نفس الإجراءات مع الآباء الجدد أو على الأقل اتاحة العمل عن بعد لهم.