التاريخ : 2024-01-09
مدة القراءة : 2 دقائق
الإنتاجية كلمة فضفاضة، وقياسها يبدو مستحيلًا دون محاولة فرض بعض المعايير وتوحيدها، لذا فمسؤولي التوظيف "مفتحين عيونهم" على الحضور والانصراف، ولكن ما الذي يغفلون عنه؟
وتيرة العمل ثابتة، لكن الحياة متقلبة، خلال العام يمر الأشخاص بالعديد من الأحداث المحورية والتحولات الحياتية، لكن العمل يتطلب منهم الحضور وإكمال ثمان ساعات على الأقل من الإنتاجية طوال الأسبوع، لكن جودة الإنتاجية ليست معيارًا يمكن قياسه مثل أيام الحضور والغياب وكثرة الاستئذانات، لذا كثيرًا ما يسهل خداع الشركات بالحضور الجسدي.
ترندات "الاستقالات الصامتة" وغيرها ليست مجرد موجة ثورية، فالدراسات تظهر بأن أكثر من ٦٠٪ من الموظفين اليوم منعزلين ومنفصلين مشاعريًا عن بيئات عملهم، والضغوطات والقلق في أعلى مستوياتها منذ سنوات. بالإضافة لأن تمسك الشركات بفرض ساعات العمل الرسمية على موظفيها وإحضارهم للمكتب بغض النظر عن قدرتهم على الإنتاج يكلفهم ١٠ أضعاف الخسارة المتوقعة من منح الموظف إجازة أو السماح له بالتغيب عن العمل.
بالرغم من رغبة الشركات الجارفة بسحب كل الإنتاجية الممكنة من موظفيها، إلا أن المثل يقول: "تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء، ولكن لا تستطيع أن تجبره على أن يشرب" إذا لم يكن الموظف راغبا في العمل، لديه وسائله الخاصة، للنجاة من المراقبة الصارمة، مثلا: تضييع الوقت باجتماعات عديمة الجدوى، والذهاب ألف مرة لدورة المياة، والبقاء متصلًا على تيمز أو أي برنامج يستخدم لتتبع الحضور، والعبث بلوحة المفاتيح كنشاط متزامن مع الهواجيس؛ جميعها سبل للحفاظ على بقايا الطاقة لحين انتهاء ساعات الدوام الرسمية، وهي طرق يصعب الإشارة لصاحبها بالجرم المشهود ويشار لها "بالحضور الرقمي".
أظهرت الدراسة أيضًا بأن الموظفين يكونون أكثر إنتاجية حين يسمح لهم بالعمل عن بعد أثناء انخفاض مستويات طاقتهم في يوم ما، بالرغم من ذلك يقضي الموظف ٦٧ دقيقة في المتوسط بتضييع بالمهام عديمة المعنى حتى أثناء العمل عن بعد، مثل فتح علامات التبويب وإغلاقها دون هدف، لذا قد يكون من الذكاء أن نعطي الموظفين هذه ال٦٧ دقيقة لتغيير الجو في المكتب، مثل السماح لهم بأخذ فترات راحة للمشي أو شراء القهوة من مكان بعيد.