التاريخ : 2024-03-26
مدة القراءة : 2 دقائق
أثناء تمايلنا طربًا بإنجازات البشرية بالذكاء الاصطناعي وثوراتنا التكنولوجية، نتخيل عالمنا الرقمي كصور عائمة بالهواء وروبوتات رهن إشارتنا، وننسى بأن هذا العالم قائم على بُنى تحتية شرهة للكهرباء، والتي نسرف فيها إسراف من لا يخشى الغد.
ثورة العملات الرقمية وحدها استهلكت كمية كهرباء "تقوّم دول" فتعدين البتكوين اللاملموس استهلك أكثر من استهلاك نيوزيلندا وبلجيكا مجتمعتين، وفي أمريكا على سبيل المثال تضاعف استهلاك الكهرباء بسبب توجهات حكومة بايدن بدعم التصنيع مما أسهم في ازدهار الاستثمار في المصانع؛ وبين هذا وذاك يظهر لنا الذكاء الاصطناعي بوجهه اللطيف ويقول: "وأنا من وين لي كهرباء أتعلم؟".
تطوير GPT-3 وهو النسخة القديمة من ChatGPT استهلك ١.٢٧٨ ميجاوات ساعة من الكهرباء و١٠ الآف شريحة كمبيوتر، وحسب التوقعات صرحت شركة الاستشارات Gartner بأن الذكاء الاصطناعي وحدة سيكون مسؤولًا عن ٣.٥٪ من الاستهلاك العالمي للكهرباء بحلول عام ٢٠٣٠م. مما دفع بيل غيتس للتصريح بأن أكبر عائق أمام تطوير الذكاء الاصطناعي هو العثور على مصادر طاقة كافية لتغذية مصادر البيانات.
الأمر لن يستمر كما هو عليه، بل سيصبح أسوأ! فشراهة الذكاء الاصطناعي للكهرباء لا تعد شيئًا أمام شراهة الرأسمالية للإنتاج، فرئيس شركة أوراكل "طلع يتفشخر علينا" بمشروعهم لبناء مركز بيانات ذكاء اصطناعي يتسع لثمان طائرات بوينغ ٧٤٧ "من كبره".
"الطاقة النظيفة" بطيئة ومكلفة، وبالرغم من استثمار عمالقة التكنولوجيا في الطاقة المتجددة، لكن الطلب على الطاقة في الذكاء الاصطناعي يتجاوز مصادر الطاقة النظيفة.