التاريخ : 2024-05-13
مدة القراءة : 2 دقائق
عاشت آبل دور المدير الإبداعي للعالم، وكلما "هايطت" تُستلطف فشخرتها، ولعل عملاقة التكنولوجيا زودتها قليلًا هذه المرة وضربت على الوتر الحساس في أسوء توقيت.
لنأخذ خطوة إلى الوراء لتتضح الصورة أكثر، العام الماضي كانت أول سنة لا تصدر فيها آبل آيبادًا جديدًا، رغم أن إصدارات الآيباد السنوية لم تتوقف منذ ٢٠١٠! وإلى جانب الكبوة الأولى انخفضت مبيعات الآيباد بنسبة ٢٥٪. هنا تخيلت آبل عودة درامية للسوق، بأنحف جهاز لوحي! وتمادى خيالها قليلًا وقررت تبهير الإعلان بـ"سحق" كل الماضي لأقل ما يمكن، ليعلن تجلي جهازها الجديد.. الماضي المضغوط.
التقنيون على أعصابهم بسبب الذكاء الاصطناعي، هواة الفن يحامون بكل قوة عن استثنائية الإبداع البشري، وهواة الفلسفة "انجلطوا" من لا أخلاقية التقنية؛ ووسط الجو الحامي هذا قررت آبل أنه أنسب وقت لتظهر الكتب والآلات الموسيقية والكاميرات والألوان تحت ضاغطة هيدروليكية وتسحقها بتصريح واضح لأن التقنية تقوم مقام كل ما سبق ذكره.
عرض الإعلان مبدئيا على حساب الرئيس التنفيذي تيم كوك على منصة إكس، وحقق أكثر من ٥٣ مليون مشاهدة خلال يومين! "والناس ما قصروا أكلوا آبل بقشورها" لدرجة جعلتنا نشهد حدثًا أشد ندرة من زخات الشهب: اعتذار آبل! اعتذرت عملاقة التقنية وتراجعت عن بث إعلانها على التلفزيون، وهكذا للمرة الأولى ينقلب سلاح آبل الأقوى "التسويق" ضدها.
لو أن آبل تركت عنها الهياط وقدمت جهازها الجديد كأداة خارقة في يد الفنانين، يمكن أن تكون ردود الفعل مختلفة تمامًا، لكنها اختارت تحدي الجميع ، ولم يتبق من جمهورها إلا "شوية" أطفال يبحث أهاليهم عن الخلاص من إزعاجهم في الأماكن العامة.