التاريخ : 2024-05-22
مدة القراءة : 2 دقائق
أصدر الباحثان الاقتصاديان بن برنانكي وأوليفييه بلانشارد بحثًا، يحلل مسببات التضخم الأساسية ونتائجه على الأسواق في العالم، ويركز تحليلهم بشكل واضح على تحول مسبباته الأولية مقارنةً بالمسببات الحالية. يوضح هذا البحث بعض من الصورة الضبابية التي أحاطت بالتصورات العامة عن التضخم في الفترة الأخيرة.
أوضح الباحثان أن الشرارة التي أشعلت فتيل التضخم كانت تعثر سلاسل الإمداد بسبب جائحة كورونا في عام ٢٠٢٠م، ومن ثم عززت الحرب الروسية الأوكرانية من حدته. طبعا هذه الأسباب المذكورة ليست جديدة، ولكن الباحثان شددا على توضيح أن هذه هي الأسباب الأساسية والأولية للتضخم.
بعد ما تسببت الجائحة والحرب بالتضخم، وبدأت معظم الأسواق بالتعاطي معها وإيجاد الحلول لها، ظهر من رمادها مسبب آخر، أطلقوا عليه اسم الأسواق العمالية المحدودة ويقصدون فيها الأمور المتعلقة بالتوظيف.
حيث أن التضخم لم يبدأ بسبب سوق العمل والتوظيف، ولكنه تسبب بحصول مشاكل أدت لخلل في سوق العمل، ورفعت من معدلات الأجور وقللت من وجود الموظفين، وهذا الخلل والرفع في معدلات الأجور، جعل الشركات تزيد أسعار منتجاتها. وبذلك صار ما اصطلحوا عليه بضيق الأسواق العمالية المسبب الرئيس للتضخم في معظم الأسواق العالمية وليس جميعها.
يتوقع الباحثان أن التضخم سوف يستمر في كثير من الدول وبنسب متفاوتة، ما دامت معدلات ضيق سوق العمل والتوظيف مستمرة ومشتعلة. وللحد من هذا السعار في الأسواق دون الرفع من معدلات البطالة، يكون ذلك من خلال سياسات تشجيعية لزيادة الإنتاجية والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى سياسات تهدف إلى تحفيز الاستثمار.