التاريخ : 2024-07-31
مدة القراءة : 2 دقائق
كُلٌ منّا قد تأخر عن موعد أو انتظر شخصًا مُتأخرًا، وإن كان التأخير ناتج عن عذر مقنع وليس العذر المُستهلك "الطريق زحمة أو فيه حادث" فستكون سَلِمت مِن المَلامة، وإلّا تأخيرك لن يعبّر عن "بلادتك" وحسب، بل أيضًا قد يكون مؤشرًا لسلوك النرجسية، أو الغضب الدفين، أو خداع النفس، والأعظم قد يكون رسالة مهمة لنفسك!
خمس دقائق ليست تأخيرًا. التأخير الحقيقي هو عندما يبدأ الآخرون بالانزعاج، لأن تأخرك قد يُفسّر على أنه عدم احترام وتقدير لوقتهم، وكأنك تُرسل رسائلًا غير مقصودة مفادها "وقتي أهم من وقتك"، وكذلك ربما يشعر البعض (وخصوصًا من هم أعلى منك في الطبقة الاجتماعية) على أنك "متفضّل عليهم" أساسًا بالحضور.
التأخير لا يسيء للآخرين فقط، بل يسيء أيضًا للمتأخر ذاته؛ لأنه يشفّ عن سمات شخصية سلبية، مثل سوء التخطيط أو نقص الذكاء أو افتقار التركيز أو قوة الإرادة. على سبيل المثال: قد يضع المتأخر أهدافًا غير واقعية ويرتب جدولًا مزدحمًا، أو أنه لم يحسن تقدير وقت الانتقال من الحدث (أ) إلى الحدث (ب) تقديرًا دقيقًا.
لماذا؟ لأن الحضور مبكرًا قبل الموعد قد يكون غير لائقًا، تمامًا مثل التأخير. والحضور في الوقت المحدد بالضبط قد يربك المُضيف ولكن من ناحية أخرى، التأخير ثماني دقائق لا يُعدّ تأخيرًا، بل هي فرصة لمضيفك أن يقضي وقتًا كافيًا للجلوس والاستعداد وترتيب الأفكار.
التأخير قد يكون رسالةً لا شعورية تخبرك أنك لا تريد أن تكون هناك، أو أنه من الأفضل لك ألّا تكون هناك. لكن نصيحة، اعقلها وتوكّل ولا تستمع لذلك الحدس كثيرًا، وإلّا لو سمعناه لانفصلنا من العمل وتخلّفنا عن المناسبات الاجتماعية.