التاريخ : 2024-08-11

مدة القراءة : 2 دقائق

دراسة إيطالية تتحدث عن جمالية مواقف الحافلات وتأثيرها على تغيّر عادات النقل، وبالمناسبة: لم تلتفت الدراسة مطلقاً إلى ثقافة الكدادين التي تبتعد بأكثر من ١٠٠٠ كيلو عن فكرة الجمال عمومًا، هذه الثقافة التي تجعل أحد الطرفين - سواء الراكب أو السائق - يطرد خلف الآخر بحيث تكون المفاوضات على السعر في الهواء الطلق.

مواقف الحافلات بلا حياة

في معظم بلدان العالم، يتم النظر إلى مواقف الحافلات.. عذرًا، لا يتم النظر أصلاً إليها؛ هي مجرد مكان لانتظار الحافلة لا أكثر، كراسي مهترئة، وخشب متكسر، وسقف - إن وجد - يسرب أشعة الشمس الحارة متناسيًا وظيفته الأساسية في حجبها، باختصار، مواقف الحافلات عموماً هي تعريف لكآبة المنظر.

ماذا لو تغيّر الوضع؟

في دراسة إيطالية حديثة، تم استخدام تقنية الواقع الافتراضي لعرض نسخة بديعة ومحسنة تدب فيها الحياة من أحد مواقف الحافلات في ميلانو؛ تميز هذا الموقف بعكس الواقع الموجود تماما؛ فالمقاعد مريحة وبألوان جذابة، وهناك إمكانية للتسوق في ذات المكان. أكثر من ٣٠٠ شخص من المشاركين في الدراسة كانوا على استعداد لدفع مبلغ إضافي يصل إلى ٤.٧١ دولار بالإضافة إلى إطالة مدة الرحلة لأكثر من ٢٨ دقيقة إضافية للتمتع بهذا المنظر الجميل؛ وهذا يدعو للتفكر: إذا كان الناس على استعداد لدفع مبالغ أكثر، فهذا يعني أن الجمال ليس رفاهية، بل هو جزء مهم من جودة الحياة التي تؤثر على قراراتنا وتحسن من صحتنا النفسية.

هل الجميع يلتفت للجمال؟

بالتأكيد لا… بعض الركاب الذين يعتمدون على وسائل النقل العام للوصول إلى العمل أو الدراسة "ما تفرق" معهم فكرة الجمالية، لأن الأولوية لديهم تكون للراحة والسرعة، ويكفيهم أن المواقف قريبة من منازلهم، آمنة، ومريحة بما يكفي للانتظار لبضع دقائق فقط، وهذا بالطبع لا يلغي الأهمية الحقيقية لجمالية المواقف، ويؤكد ذلك دراسة أعدتها جامعة مينيسوتا مفادها أن الركاب الذين انتظروا في محطات مجهزة وذات جمالية وحياة شعروا أن وقت انتظارهم المقدر بـ ١٠ دقائق كان ١١ دقيقة، بزيادة دقيقة واحدة فقط على عكس الذين انتظروا في محطات "بالية" شعروا أن وقت انتظارهم يُقدر بـ ٢١ دقيقة. يقول "أرماندو كارتيني" صاحب الدراسة الإيطالية أعلاه: "الاستثمار في الجمال هو دائمًا خطوة جيدة لكل من المشغلين من القطاع الخاص والإدارات العامة".

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط