منتج من أبل يخسر مليار دولار سنويًا 💸

التاريخ : 2025-03-25

مدة القراءة : 2 دقائق

صرفت آبل خلال خمس سنوات ما يقرب من ٥ مليارات دولار على إنتاج المحتوى لمنصة البث "Apple TV+"، بمعدل مليار سنويًا.

الوتيرة لم تتباطأ إلا هذا العام، عندما قررت الشركة تخفيض الإنفاق للنصف. رغم كل هذا الصرف، "Netflix" يتربع على العرش بـ ٣٠٠ مليون مشترك، بينما آبل لم تتجاوز حاجز الـ ٤٥ مليون حتى الآن. وحتى "Disney+"، اللي انطلقت في ٢٠٢٠ وصرفت ١١ مليارًا خلال نفس الفترة، وصلت للربحية وفي جيبها ١٢٥ مليون مشترك.

استراتيجية آبل للنمو

منذ عام ٢٠١٦، قررت آبل أن تلعب لعبة الاشتراكات وتوسّع مصادر دخلها، حتى لا تظل رهينة "مزاج" سوق الأجهزة. فبدلًا من الاعتماد الكلي على مبيعات "الآيفون" التي ما عادت تنمو بنفس الزخم، صار هناك تركيز أكبر على قسم الخدمات الذي يشمل "Apple TV+"، "Apple Music"، ومتجر التطبيقات. حقق هذا القسم وحده ٢٦.٣ مليار دولار في الربع الأول من ٢٠٢٤، بزيادة ١٤٪ عن السنة اللي قبلها.

ببساطة، هي استراتيجية لتنويع مصادر الدخل.

ليه الخساير؟

خسائر آبل من المنصة خلال أول عشر سنوات ممكن توصل إلى ١٠ إلى ١٥ مليار دولار. بس الخسارة هنا مقصودة، ولها عوائد غير ملموسة:

تعزيز السور الحديدي: بيئة آبل المتكاملة أحد أكبر المحركات للنمو والمحافظة على عملائها. لذا تستثمر آبل في المحتوى لكي تعزز ولاء المستخدمين، وترفع من قيمة أجهزتها، وتجعل الخروج من نظامها مؤلم أكثر. والنتيجة؟ ناس تشتري، تجدد مع كل إصدار، وتكمل اشتراكات — محبوسين بكل شغف في حديقة آبل المسوّرة، مما يزيد من ربحية الشركة ككل.

البرستيج والصورة الذهنية: رغم أن مكتبتها صغيرة مقارنة بالعمالقة المنافسين، إلا إنها مليانة جوائز وترشيحات. تحديدًا، أكثر من ٢٬٥٠٠ ترشيح و٥٣٨ جائزة، حسب تصريحات "تيم كوك". ومن الآخر، أول منصة بث تفوز بـ "الأوسكار" عن فئة "أفضل فيلم" مع فيلم "CODA". مستوى هذه الأعمال الفنية يرسّخ صورة آبل المعتادة في أذهان العامة: الاهتمام بالتجربة والتفاصيل، وتقديم منتجات بجودة لا تشبه المنافسين. وجودة المخرجات عمومًا تبرر المصروفات العالية.

الصورة الكبرى:

عملاق مثل آبل يقدر يخسر مليار دولار في السنة على "Apple TV+" بدون ما يرمش، لأنها ببساطة جابت ٣٩١ مليار دولار إيرادات و٩٣.٧ مليار أرباح في ٢٠٢٤. يعني خسائر المنصة مجرد "فراطة". فالاعتماد ليس على الأرباح السريعة؛ آبل تلعب لعبة النفس الطويل. صحيح ما وضّحت خطتها المستقبلية بشكل دقيق، لكن تاريخها يقول إنها تعرف تنتظر وتضخ فلوس في مجالات جديدة إلى أن تسيطر. وإن لم تصل، فالعوائد ليست مادية فقط.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط